السبت، 11 يناير 2014

فلســــــــطين عربية ... بقلم عادل حســــــــــــــــــين



                   "فلســــــــطين عربية أليس كذلك ؟!"


           

تشرق الشمس كل صباح فتنير الدنيا وتغرب في آخرالنهار فيظلم العالم ...تعلم الطفل أن تعاقب الليل والنهار ناتج عن دوران الأرض حول نفسها  كما أن دوران الأرض حول الشمس ينتج عنه إختلاف الفصول الأربعة في السنة ربيعاً  وصيفاً وخريفاً وشتاءً و في المدرسة الإبتدائية أيضاً تعلّم الطفل العاشق لحصة ودرْس الجغرافيا خريطة العالم العربي وحفظها عن ظهر قلب بالإضافة لمعرفته عاصمة كل دولة ومدنها الرئيسية وأهم موانيها وعدد سكانها بل ومناخها أيضا وأهم محاصيلها وأشياء أخرى كثيرة ، أدرك  الطفل أن هذة الحقائق ثابتة وأيقن أنها لاتقبل الشك إلا ماهو متغير منها كعدد السكان وماشابه .. كان الطفل  ينتظر حصة الجغرافيا بفارغ الصبر ليزداد معرفةً وإفتناناً بالعالم المحيط به ...كانت متعته الوحيدة  حين يفتح الأطلس الصغير على خريطة العالم وخاصة خريطة العالم العربي ويظل يحدق فيها باستمتاع لانظير له وكأنه يشاهد فيلما كارتونيا أو كوميديا  من الأفلام المحببة الى قلبه ...تمر الأيام والشهور ويصحو ذات يوم في الخامس من يونية من العام السابع والستين ويدرك في الأيام  والأسابيع  التالية له أن  دولة تسمى إسرائيل إجتاحت عدة دول عربية و إحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان ...إسرائيل ؟!..لم يكن الطفل قد سمع هذا الأسم من قبل وربما سمعه مرات قليلة دون إكتراث..أراد الطفل أن يعرف أكثر ... فسأل أباه أين تقع إسرائيل؟ ومن أين جاءت؟ وكيف إستطاعت أن تحتل أراضي ثلاث دول مرة واحدة؟! ...تجهم وجه الأب ثم إبتسم وسرح قليلا ولكي يُسّهل وصول المعلومة لإبنه المُغرم بالخرائط فَتَح الأطلس وأشار له على موقع إسرائيل ...نظر الطفل في شك وإرتياب إلى أبيه قائلا أتهزأ بي ياأبي ؟! هذة فلسطين ! أنظر ماهو مكتوب على الخريطة (فلسطين)..رد الأب بإقتضاب ...يابني هذة بالفعل هي دولة إسرائيل  ! كيف ياأبي ؟! لقد درست طوال السنوات الماضية أن هذة هي دولة فلسطين وعاصمتها القدس وهي دولة عربية أليس كذلك ؟! أجبني ياأبي ؟!هل كل مادرسته كان مزيفاً وغير حقيقي ألاتوجد دولة عربية إسمها فلسطين؟! وأين ذهب أهلها ؟! أخذ أبوه نفَساً عميقاً ثم قال  كانت هناك بالفعل دولة عربية تسمى فلسطين وصارت هي نفسها دولة يهودية تسمى إسرائيل ! وأهلها  أُقتلعوا من أراضيهم وبيوتهم وقُتلِوا وطُرِدوا وشُرّدوا وهُجّروا ! ولم يتبق منهم إلا القليل محصورين ومحاصرين  في مناطق جغرافية محددة ..ثم أخذ يشرح له بتوسع تفاصيل القضية...والطفل ينظر لأبيه في ذهول غير مصدق مايسمعه ...وأبوه يردد ولكنها الحقيقة يابني ... أحس الطفل بالدنيا التي أنارت فجأة ثم أظلمت تماما في نفس اللحظة تدور من حوله والأرض تميد تحت قدميه  ففقد توازنه ومالت رأسه بقوة وأخذ يهذي ويصرخ بجنون فلسطين عربية... فلسطين عربية ...في الأحرف الأبجدية .. فلسطين عربية ..في الشعارات.. وعلى الشاشات.. فلسطين عربية ..في الشارات ..وعلى أغلفة الكراسات ..وعلى زجاج السيارات ..فلسطين عربية.. فلسطين عربية .. فلسطين .. فلسطين ..فلسطين  ... بلا أرض ... بلا وطن ...  بلا هوية... ثم سقط مغشياً عليه.                     
 عادل حســـــــــــــين مســـــــاء الأثنين 25/11/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق